الأربعاء، 24 أبريل 2013

بارود وورود


بارود وورود
(إلى أبين) – نشرت في صحيفة الوفاق 2011م
شعر: د. سالم عبد الرب السلفي
أثمر الشوكُ في الحقول العتيدة      وتباهى  الردى   بنفس  عنيدة
والعصافير  أمعنت في  بكاها      حين صاح الغراب ينعى جدوده
والزمان الجميل  يمضي  بعيدًا      لا   يبالي   بجاحد   أن   يعيده
والظلام  يجوس  بين   دياري     مَنْ تُرى اليومَ فكَّ عنه  قيوده !
***
أثمر الشوك في  الحقول       وتغنَّت     به     البقول
والعصافير      أمعنت       في البكا، ما عسى تقول!
والزمان   الجميل  كم       يتعصَّى    عن    النقول!
والظلام  يجوس   بيـ       ـن  دياري وفي العقول
***
أثمر  الشوك  في    حقلنا  المكتفي
والعصافير   كم    للبكا  تقتفي !
والزمان الجميـ    ـل بدا يختفي
والظلام  بوهـ    ـمٍ  له يحتفي
***
أثمر الشوك     فتغشَّــوْك
والعصافيـ     ـر تحاشَوْك
يا    زماني     حين ماشَوْك
في   ظلامٍ      قد تعشَّوْك !
***
أَثْمـرا   أحمـرا
والعصا   زَمجـرا
والزما    ن  الثرا
في ظلا   مٍ سرى
***
لا  تخافي  يا  وردتي  الموءودة     فليالي الثرى غدت معدودة
وسقاك  الإله  من  مطر  المز      ن بُعَيْدَ الرصاص والبارودة
ستطلِّين   من   جديد   علينا     بثياب  من  الهنا   معهودة
وتموت الأشواك غيظًا، وتزهو     رغبةُ الحبِّ والحياة المديدة
(عدن 2011م)

الأربعاء، 27 مارس 2013

شخصية اليوم: محمد علي لقمان



محمّد علي لقمان المحامي

     توفّي في الساعة الرابعة من صباح الخميس 3 ذي الحِجّة 1385 (24 مارس 1966م). وكان الفقيد قد سافر في يوم الأربعاء 25 ذي القعدة (16 مارس) تصحبه عقيلته وابنته الكبرى وزوجها (السيّد محمّد عبده غانم) لأداء فريضة الحجّ، فوصل جدّة مساء، وتوجّه في الصباح الباكر من يوم الخميس 26 ذي القعدة (17 مارس) إلى (المدينة المنوّرة) حيث قضى سبعة أيّام في (الحرم المدني)، وفي يوم الأربعاء 2 ذي الحِجّة (23 مارس) شدّ رحاله مُحْرِمًا إلى (جدّة) ليبكّر في صباح الخميس إلى (مكّة)، وفي ليلة الخميس أصيب بنزلة شعبية حادّة تطوّرت في سرعة أفضت إلى وفاته في الوقت المذكور سلفًا، وفي مساء الخميس نُقل إلى (الحرم المكّي) حيث صلّى عليه نصفُ مليون حاجّ صلاة الميّت، ثم شيّعت جنازته إلى مثواه الأخير في (مكّة المكرّمة)، وصُلّي عليه صلاة الغائب في مساجد (عدن)، وأقيم له درس على روحه في (مسجد العسقلاني) بعدن. ومحمّد علي لقمان هو أحد كبار أعلام (عدن)، ومن روّاد الحركة الإصلاحيّة والأدبيّة فيها. كان أوّل صحفيّ عدنيّ اشتهر بكتاباته السياسيّة، وهو صاحب أول صحيفتين عربيّة وإنجليزيَّة تصدران في (عدن)، الأولى صحيفة (فتاة الجزيرة) صدرت في سنة (1940م)، والأخرى صحيفة (أيدن كرونكر) صدرت في سنة (1952م). وهو أوّل من نادى بالدستور، وطالب بالانتخابات في (عدن) وإشراك الشعب في الحياة الدستوريّة، فضلاً عن كونه أوّل المحامين العرب الذين تخرّجوا في هذا المجال في (عدن). له مؤلّفات سياسيّة بالعربيّة والإنجليزيّة. وقد خلّف الفقيد تسعة أولاد وأربع بنات.[1]



[1] - من كتابي (وفيات عدن). قلت: ومن أولاده: علي محمَّد لقمان الشاعر وصاحب جريدة (الأخبار)، وفاروق لقمان مدير تحرير (فتاة الجزيرة) و(أيدن كرونكر).

الثلاثاء، 26 مارس 2013

شخصية اليوم: الشهيد العلفي



محمّد عبد الله العُلُفي

      مات في أثناء شهر شوّال 1380 (مارس 1961م) منتحرًا، عن (24) عامًا، وله ولد. وهو ضابط (المستشفى الأحمدي) في (الحُدَيْدة)، وقائد محاولة اغتيال (الإمام أحمد) في المستشفى الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد ليلة الاثنين 10 شوّال 1380 (27 مارس 1961م)، وكان من الذين أطلقو النار عليه بعد إطفاء أضواء المستشفى وإغلاق أبوابه دون حراسة الإمام. وقد ظن العلفي أن الإمام قد قُتل حينما تظاهر الإمام بالسقوط موتًا، وعندما عرف بأن الإمام لم يمت هرب واختبأ في منزل شخص يدعى (الرصاص) يقع بالقرب من منزل الضيافة، فجاء عدد كبير من (الحرس الملكي) ومعهم عدد من الأفراد المدنيين وأخذوا ينادون عليه من خارج المنزل بأن يخرج ويسلّم نفسه، ولكنه أخذ يطلق النار عليهم، فقُتل القاضي (حسن الرزقي) عضو (المحكمة الشرعية) في (الحديدة)، وجُرح اثنان من الجمهور، ولما لم يجد العلفي مفرّا أطلق رصاصة واحدة على نفسه أصابت قلبه فمات في الحال. وكان زميلاه في هذه المحاولة الملازم (عبد الله اللقيّة) – 28 عامًا - من (فرقة المطافي) في (ميناء الحديدة)، والملازم (محسن الهندوانة) – 40 عامًا – من الجيش. والعلفي زوج ابنة الأخير. وقد تم إلقاء القبض على اللقيّة والهندوانة، وأمر (الإمام أحمد) بإعدامهما، فأُعدما في صباح يوم الأحد 7 ذي الحِجّة 1380 (21 مايو 1961م) في الساحة المقابلة لـ(قصر العرضي)، بأن قام سيّاف الإمام بضرب عنقيهما حتى طاح رأساهما على الأرض على مرأى من الجماهير. وكان العلفي قد أُلقي القبض عليه في (صنعاء) قبل ثلاث سنوات من موته بسبب قيام مجموعة من ضبّاط الجيش بسجن (البدر محمّد) في (دار الأمن)، ثم أُفرج عنه. وقد جاءت محاولة العلفي اغتيال الإمام بعد شهر كامل من مقتل صديقه (سعيد إبليس).[1]



[1] - من كتابي (وفيات عدن).

الاثنين، 25 مارس 2013

شخصية اليوم: عبد المجيد الأصنج



عبد المجيد محمد سعيد الأَصْنَج

     توفّي في الساعة السادسة من مساء يوم السبت 21 ربيع 1379 (24 أكتوبر 1959م) في مستشفى (كيث فالكنر)، وهو في العقد الخامس. وكان يشكو من قرحة في المعدة سافر بسببها إلى (القاهرة)، ولما عاد إلى (عدن) مكث عشرة أيام عاوده المرض فيها، فلزم الفراش حتى اشتدّ عليه المرض يوم السبت الذي مات فيه. وصلّي عليه في (مسجد العيدروس) في (الشيخ عثمان)، وشيّع إلى مقبرتها في التاسعة مساء، وقام بالدعاء له بعد دفنه صديقُه الشيخ (محمّد سالم البيحاني). وهو أديب، شاعر، علاّمة، من مواليد (الشيخ عثمان)، ترعرع فيها، ولما شبّ تتلمذ على يد الأستاذ الشيخ (أحمد العبّادي)، فتخرّج في الفقه والحديث والتشريع الإسلامي، وكان حجّة في الدين، وكان من زملائه الشيخ (محمّد سالم البيحاني). وحدث أن وقع فراق بينه وبين من أحبّ، فعاش لنفسه منفردًا غير راض، فانتقل إلى (تَعِزّ) حيث أقام مدّة، وأكرم الإمامُ وفادته، وقال في (تعزّ) شعرًا كثيرًا ناضجًا.[1]



[1] - من كتابي (وفيات عدن). قلت: وهو أخو الأستاذ أحمد محمَّد سعيد الأصنج، وأبو الأستاذ عبد الله عبد المجيد الأصنج.

الأحد، 24 مارس 2013

شخصية اليوم: الشهيد السلفي



عبد الله عبد المجيد السلفي

      استشهد في صباح يوم الخميس 8 محرّم 1386 (28 أبريل 1966م) برصاص أطلقه مجهولون على رأسه أمام منزله في قسم (ب) بمدينة (الشيخ عثمان) في الساعة السابعة صباحًا حين كان يهمّ بقيادة سيارته متّجهًا إلى مكان عمله في (بنك شارترد) بمدينة (التوّاهي). وقد صُلّي عليه بعد صلاة العصر في (مسجد النور) بمدينة (الشيخ عثمان)، ثم شُيّع جثمانه في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في (مقبرة العثماني) في (الشيخ الدّوِيل)، وقام بتوسيده والده الشيخ (عبد المجيد السلفي). والشهيد السلفي مناضل وطني بارز وقائد نقابي صلب، شابّ ناهز الثلاثين من العمر، أمين عام (نقابة عمّال وموظّفي البنوك) في عدن. شكّل في سنة (1956م) بالاشتراك مع بعض الوطنيّين (لجنة مقاطعة إسرائيل) التي كان لها دور في محاربة المنتجات والشركات والمؤسّسات الإسرائيليّة. اشترك في تطوير تنظيمات الشباب، فكان في حوالي سنة (1960م) من مؤسّسي (المنظمة المتّحدة للشبيبة اليمنيّة) وسكرتيرًا لها، وكان لهذه المنظّمة دور كبير في دعم ثورة (26 سبتمبر 1962م). كان عضوًا فعّالاً في (لجنة مناصرة كفاح الجزائر). مثّل بلاده في عدد من المؤتمرات العالميّة للشبيبة والسلام ونصرة قضايا الشعوب وحركات التحرّر الوطنيّ. كان عضوًا في قيادة (حزب الاتّحاد الشعبيّ الديمقراطي). اعتقل عقب (حادثة قنبلة المطار) في (ديسمبر 1963م) مع عدد من قادة الحركة الوطنيّة والعمّاليّة، وسُجن في (أَبْيَن) حيث شارف على الهلاك بعد إضراب عن الطعام قام به مع المعتقلين احتجاجًا على سوء المعاملة. برز نقابيّا منذ أن التحق بخدمة البنوك في (عدن) حيث بدأ ممثّلاً لنقابته، ثم عضوًا في المجلس الإداريّ، ثم أمينًا عامّا للنقابة حتى يوم استشهاده. استشهد السلفي عن زوجة وأربعة أطفال أكبرهم طارق (كان عمره حينذاك 10 سنوات). وقد قرّر (مجلس سلطة ضواحي الشيخ عثمان) أن يسمّى الشارع الرئيس في المدينة والممتدّ من مدخل المدينة الجنوبي إلى (بستان البلدية) باسم (طريق السلفي)؛ تكريمًا وتخليدًا لاسم الشهيد عبد الله عبد المجيد السلفي.[1]



[1] - من كتابي (وفيات عدن).