الجمعة، 22 مارس 2013

شخصية اليوم: مطيع



محمّد صالح مُطِيع

  مناضل، وقائد سياسي بارز. هو محمد بن صالح بن عبد الله اليافعي، المشهور بـ(مُطيع)، وهو اسمه الحركي في فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني. ولد في يوم (16 يونيو 1944م) في حي (العيدروس) بكريتر عدن، في أسرة يافعية من قرية (اللم) بالقعيطي. توفيت أمه وهو طفل، وكان أبوه يعمل في الميناء. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي وحصل على شهادة الثقافة العامة (الجي سي أيه) في كل من: مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية، مدرسة (القديس جوزيف) (البادري). عمل مهندسًا فنيًّا في (إدارة الهاتف) بعد دراسته في (المعهد الفني) بالمعلَّى. التحق بطلائع العمل الوطني، وبحركة القوميين العرب، وشكل مع مجموعة من زملائه (المنظمة الثورية لأحرار جنوب اليمن المحتل)، وكان في الوقت نفسه على اتصال نشط بجبهة الإصلاح اليافعية والاتحاد اليافعي في عدن. تلقى علومًا عسكرية في إحدى الكليات الحربية في مصر في أثناء مرحلة حرب التحرير ضد الاستعمار في الجنوب. وبعد قيام الثورة في الجنوب كان واحدًا من أبرز قيادات العمل السياسي والفدائي في (جبهة عدن)، وهو من الذين تولوا تنفيذ عملية ضرب الإذاعة في (مارس 1965م) التي مثلت البداية الأقوى للعمل الفدائي في أحياء عدن. بعد الاستقلال ومن منطلق عضويته في القيادة العامة للجبهة القومية كلِّف بتحمل مسؤولية الأمن. اعتقل في حركة (20 مارس 1968م)، ثم شارك في انتفاضة (14 مايو 1968م)، ولجأ إلى يافع، ثم عاد ليشارك في خطوة (22 يونيو 1969م) التي عيِّن بعدها مباشرة وزيرًا للداخلية. وفي (23 مايو 1973م) عيِّن وزيرًا للخارجية. وفي وزارته الأخيرة لمع اسمه عربيًّا ودوليًّا؛ واستطاع أن يقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع المملكة العربية السعودية، وأسس علاقات أخوية طيبة مع دول الخليج الناشئة، ورسَّخ علاقات ثقة مع دولة الكويت، ومهَّد لتفكيك خط النار المسلح مع سلطنة عمان، ونسج شبكة واسعة من علاقات الود والأخوة والتواصل مع الأشقاء في الشطر الشمالي. عيِّن في (11 أغسطس 1979م) سكرتيرًا للعلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي، وفي (20 يوليو 1980م) قدَّم استقالته من مناصبه الحزبية والحكومية كافة، ثم تم اعتقاله وتقييد حرياته في يوم (7 أغسطس 1980م)، ثم أعدم في زنزانته في يوم (27 فبراير 1981م) من دون محاكمة، والسبب - على الأرجح – هو حضوره السياسي والدبلوماسي القوي داخليًّا وخارجيًّا، وامتلاكه رؤية بعيدة المدى لمستقبل الوطن متمثلة في أن مصلحة الوطن يجب أن تبدأ من تحسين العلاقة مع دول الجوار ثم العالم كله. وقد كان مطيع - بحسب تعبير الأستاذ سالم صالح محمد - صاحب قدرات فائقة، وحيوية في العمل، وبديهة متقدة في إدراك الأمور، ونزاهة وإخلاص للمبادئ والقيم. قلت: وقد كان مطيع في قمة الهرم الحزبي، فقد انتخب عضوًا في المكتب السياسي للتنظيم السياسي الجبهة القومية في سنة (1972م)، ثم في التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية في سنة (1975م)، ثم في الحزب الاشتراكي اليمني في سنة (1978م)، كما منح رتبة (عقيد) في شهر (أكتوبر 1978م). وقد سُكت عن إعدامه حتى تم إعادة الاعتبار له في شهر (سبتمبر 1988م) عندما اعتُبر هو وحسين محمد قماطة شهيدين ومُنحا وسام الثورة (14 أكتوبر) أعلى وسام كان يُمنح في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وفي (2004م) منح وسام الثورة (26 سبتمبر) من الدرجة الأولى "تقديرًا للدور البارز الذي أسهم به في تفجير ثورة 14 أكتوبر المجيدة ونيل الاستقلال، ولما بذله من جهود وطنية وأعمال بارزة أثناء فترة عمله في خدمة الوطن والثورة والشعب" كما جاء في نص القرار.((2



[2] - من كتابي (معجم أعلام يافع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق